سباق الحضارات..حضارة العرب تعدو لحضارة الغرب !!!

من طرف **MaHFouD** الإثنين أكتوبر 25, 2010 3:04 pm

دعوني اولا افتتح هذا الطرح بمثال بسيط، اذا سقطت من راسك شعرة، فانك رجل / امراة لديه شعر، واذا اثنان سقطا، فانك انسان ذو شعر، اذا سقط كل الشعر، فانت اصلع.
يقول غاليليو: لنستطيع تكوين علم علينا نقل الكيف الى كم، اذا اردنا انشاء العلم، مثلا ماء المطر ليس ماء النهر وماء النهر ليس ماء الوادي وماء الوادي ليس ماء البحيرة وماء البحيرة ليس ماء البحر، اذا، حتى يتسنى لنا تجاوز هذه الكيفيات التي تختلف والتي لا تساعدنا على انشاء معرفة علمية يتفق عليها الجميع، علينا الاشارة للماء بــــ: H2O
لدينا الكثير من مثقفينا، عندما تتعامل مع (( حضارتنا ))، بالشرح أو التفسير، المدح أو الذم، الوصف أو التقييم، يخلص الى نتائج تثير الجدل، نتائج سنثير نحن أيضا النقاش حول المطروح ونتائجه أيضا.
دعونا نلقي نظرة في بعض مقالات الفكر اليومي، الكتب، الاعلام وغيرهم...الخ
اود الاشارة الى كتاب د. حسين مؤنس: { الحضارة } اول كتاب نشر من سلسلة عالم المعرفة.
وكتاب آخر لفرويد : { قلق الحضارة }
كتاب حديث ومهم ايضا لــــ Geremy Rifkin : The Empathic Civilization: The Race to Global Consciousness In a World In Crisis
حضارة التعاطف : السباق الى معرفة عالمية في عالم الازمة..كتاب حديث
اما مقالات الصحف فيكفي النظر في الشبكة. بل هذا المنتدى ذاته.
جيد، كتاب الدكتور مؤنس يمكننا تناوله، في مجرى نقاشنا، ففيه افكار لازالت طاغية الى يومنا هذا ...
بما، ان معظم مفكرينا، اتفقوا على (( تخلفنا ))، بل حتى الناس العاديون قبلوا هذه البديهية دون نقد ـ انتاج معرفة مختلفة بشروطه وادواته، اي النقد ـ، وبما انهم ايضا، اتفقوا على ان حضارتنا نحن العرب ـ المسلمين ( غالبا الكلام يجري فقط عن العرب من طرفهم )، متخلفة عن حضارة خصمنا الغربي، فانهم خرجوا بنتيجة مدهشة: يجب اللحاق بالخصم، الذي هو (( التقدم )). فاستحال التفسير لواقعنا الاجتماعي التاريخي، سباقا بين الحضارات تجري الواحدة للحاق بالاخرى، فيتولد الوهم، وينفلت الواقع، أقصد تفسير المجتمع، من امام اعيننا يزحف ونحن في غفلة عن حركته، والماساة ان كان قدرنا الجري خلف الخصوم المزعومة، الى ما لانهاية...
لنستيقظ..نعم لنسيقظ، فعندما يتماثل ظاهر الشئ وباطنه ينتفي العلم.
لنبدا بمعنى الحضارة، الحضارة هي مجموع النتاجات الاجتماعية، المادية والفكرية داخل مجتمع ما، مرتبطة بالضرورة بتطوره التاريخي، اي انه كلما اختلفت البنية الانتاجية للمجتمع، اختلفت حضارته ـ للدقة ان شئتم ـ، اختلفت اطوارها، مراحلها التاريخية. وما تنتجه هذه البنية الاجتماعية، لا تنتجه بشكل لاتاريخي، بل تاريخي محدد، في علاقات هذا المجتمع. والمجتمع ايضا له مراحل، مشاعي، قبلي، طبقي... اي ان الاجتماع البشري يتحدد بمراحله التاريخية وفقا لهذه البنى الاجتماعية، والاجتماع البشري كما نعلم جميعا، موضوع لعلم التاريخ، الذي اسسه ابـن خـلـدون. ماذا يقول مؤرخنا بالصدد؟، يقول:
{ اعْلَمْ أنَّهُ لما كَانَتْ حَقِيقَةُ التَّأْريخِ أَنَّهُ خَبَرٌ عن الاجْتِمَاعِ الإِنْسَانِيِّ الَّذي هُوَ عُمْرَانُ الْعَالَم، وَمَا يَعْرِضُ لِطَبيعَةِ ذلِكَ الْعُمرانِ منَ الأحْوَالِ مِثْلِ التَّوَحُّشِ وَالتَّأَنُّسِ وَالعَصَبِيَّاتِ وَأَصْنَافِ التَّغَلُّبَاتِ لِلْبَشَرِ بَعْضِهِم عَلَى بَعْضٍ، وَمَا يَنْشَأُ عَنْ ذَلِكَ مِنَ المُلْكِ والدُّوَلِ وَمَرَاتِبهَا وَمَا يَنْتَحلُهُ البَشَرُ بأَعْمَالِهِمْ وَمَسَاعِيِهم مِنَ الْكَسْبِ وَالْمَعَاشِ وَالْعُلُوم وَالصَّنَائِعِ وَسَائِرِ مَا يَحْدُثُ مِنْ ذلِكَ العُمْرَانِ بِطَبِيعَتِهِ مِنَ الأحْوَالِ } المقدمة
اذا لفهم تخلفنا، واقلابه، والاحرى قطع علاقة تابده، علينا الانطلاق من هنا، من الاجتماع البشري وما ينتج عنه من اصناف التغلبات والسيطرة، التي تخضع فئة لاخرى، وتعرقل نموها وتقدمها، لتجعل منها تابعا، ومنفذا كحديقة خلفية.
اذا، من هنا اقول، تخلفنا ليس لعلة جوهرية فينا، لكنه ناتج عن سيطرة مكبلة لايدينا، حتى نتحرر علينا تحرير فكرنا من التبعية، والتضليل، وانتاج معرفة علمية بالبنية الاجتماعية التاريخية، تكون بابا يفتح افاق الممكن، ويعيد لنا تاريخنا ملكا لنا. فاننا محرومون منه الان كل الحرمان.
دعوة الى نقاش موسع اكثر، فبالنقد والنقد المضاد يتدقق الفكر
وشكرا