هام : من المسؤول عن الصعوبات التي تعترض التلميذ في مادة الفلسفة خلال الامتحان الوطني ؟

من طرف **MaHFouD** الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 11:13 am

من المسؤول عن الصعوبات التي تعترض التلميذ في الامتحان الوطني ؟
فيما يخص الصعوبات التي تعترض التلاميذ أثناء تعاملهم مع المواضيع الثلاثةفي الامتحان الوطني لمادة الفلسفة، نلاحظ أن معاناة التلاميذ لا تقتصر علىصيغة دون أخرى بل تتعلق بجميع الصيغ الثلاث؛

-ففيما يخص صيغة السؤال، نجد أن التلاميذ يجدون صعوبة في استنطاق كل عناصرهومفاهيمه من جهة، ولا يتمكنون من الانطلاق منها لاستحضار المعارفالفلسفية، بل نجدهم يقيمون قطيعة بين التحليل والمناقشة؛ فيغدو التحليلمفككا ومبعثرا، وتأتي المناقشة مستنسخة ومزيفة …

-أما فيما يخص صيغة القولة، فتراهم لا يتعاملون معها في خصوصيتها بليقيسونها على ما هو موجود في الدرس. وحيث أن المقايسة هنا فاسدة، إذ لاأشباه للقولة ولا نظائر، فإن النتيجة هي الخبطة العشواء والتيهان الذييجعجع دون طحين ويرهق المدرس أثناء ماراطون التصحيح.

-في حين نجد التلاميذ في صيغة النص يعانون كثيرا في محاولة فهم النصوتعقله؛ ويظهرون عجزا واضحا في امتلاك القدرات العقلي التي تمكن من تحليلالنص والكشف عن أفكاره في خصوصيتها وتفردها. ولذلك فهم يختزلونه في أطروحةما يعرفونها ويطفقون يقابلونه بمواقف أخرى معروفة لديهم في الدروس أيضا.وما يتأكد هنا هو ميل التلاميذ إلى الحفظ والاستظهار وغياب القدرة علىالتفكير الذاتي في مكونات النص، وعدم القدرة أيضا على تملك المواقفالفلسفية واستخدامها استخداما جديدا يتناسب مع كيفية التعاطي الجيد مع ماهو مبثوث في النص فعليا، مما ينجم عنه انسحاب التلميذ واختبائه وراءالفلاسفة بكيفية تنم عن الجبن وعدم الجرأة على التفكير الذاتي الشجاع …

لكن من المسؤول عن كل هذا ؟

لعل المسؤولية يتقاسمها المجتمع والتلميذ والمدرس وطبيعة المقررات؛

-المجتمع يكرس من خلال بنياته الأخلاقية والسياسية والثقافية ثقافة الخضوعوالطاعة والتبعية والاستسلام … ويهمش القراءة والثقافة والمثقفين …

-التلميذ جزء من البنية الاجتماعية العامة؛ فهو لا يقرأ ولا يتجرأ علىاستخدام عقله … وهذا ينعكس سلبا على قدراته العقلية ومهاراته التفكيرية …وهو ما تتطلبه الكتابة الإنشائية الفلسفية بالضرورة …

-أغلب المدرسين لا يمنحون هامشا كبيرا للتمارين المتعلقة بالمنهجيةوباكتساب مهارات وقدرات التفكير العقلي الفلسفي، وهذا راجع إلى هشاشةالتكوين المعرفي والمستمر من جهة، وراجع إلى الإكراهات المؤسساتية التييتعرض لها المدرس من جهة أخرى ….

-أما فيما يخص المقررات، فإن طولها وهيكلتها وطبيعة الرؤية التي تحكمها …كل هذا لا يتيح للمدرس الإمكانيات الكبيرة لتمهير التلاميذ على اكتسابمهارات و تقنيات التعامل مع المواضيع الفلسفية …

لانملك نحن كمدرسين سوى أن نراهن على مجهوداتنا لرفع التحدي، وإنقاذ ما يمكنإنقاذه من خلال وعينا بهذه الإكراهات والصعوبات، والبحث الجاد والمضني علىسبل وأساليب من أجل التخفيف منها إن لم نقل تجاوزها …