هؤلاء مغضوب عليهم في مصر وسيتقاعدون بقرار شعبي

إلى
زمن ليس بالبعيد كان الرياضيون في مصر يُشكلون رمزا لشبابها، خاصة وأن
منتخب الفراعنة تمكن من بسط سيطرته على القارة السمراء لخمس سنوات متتالية
ظفر خلالها بثلاثة كؤوس إفريقية كما حاز النادي الأهلي على أغلبية الألقاب
القارية، وأصبح الحضري وميدو والتوأم حسن وشحاتة وغيرهم من نجوم الفراعنة
مثالا في حب الوطن والتضحية من أجله، لكن الآية انقلبت مع الـ25 جانفي لما
انتفض شباب مصر وقدم ما يقارب 350 شهيد قربانا للحرية والتغيير
والديمقراطية ونبذا للظلم والفساد.

شباب
مصر وضع قوائم للإعلاميين والرياضيين والسياسيين والفنانين ممن شتموا
وسبوا وانتقدوا ونكّلوا بالثورة، ويُحاولون الآن ركوب الموجة والاستثمار في
الوقت الضائع للحاق بالركب وعدم تضييع الفرصة، متناسين أن أنصار الحق
والحرية وثّقوا كل مواقفهم وكلامهم وينتظرون فقط الوقت المناسب لإقصائهم
تماما من الساحة كمحاكمة صورية لسوء أدبهم..وحاولت "الشروق اليومي" أن تضع
قائمة لأهم الرياضيين ممن كانت لهم مواقف بائنة ولا مجال فيها للعودة
للوراء، مثلما أراد البعض فعل ذلك بعد نجاح الثورة على غرار عمرو أديب الذي
مجّد مبارك ولما سقط وصفه بالكلب.

أول
المغضوب عليهم في القطاع الرياضي هو قائد الفراعنة للفوز بثلاثة كؤوس
إفريقية حسن شحاتة ورغم ما قدمه للكرة المصرية، إلا أن موقفه من ثورة
التغيير وخروجه في مسيرة الـ29 يناير في ميدان مصطفى محمود أو ما يعرف
بغزوة "البغال" مندّدا بمعتصمي ميدان التحرير ومساندا للرئيس المخلوع حسني
مبارك جعل الكثير من شباب مصر يُطالبون بإبعاده عن المنتخب وإقالته رفقة
شوقي غريب المدرب العام وأحمد سليمان مدرب الحراس، خاصة وأن القنوات
الفضائية المصرية نقلت مشاهدا لهم يترجون مبارك في مسيرتهم أن لا يرحل،
وقال أحد المعلقين على موقف شحاتة: "مكنتش أتخيل في يوم أن المعلم حسن
شحاتة صاحب أكبر إنجاز رياضي في مصر يترك مشجعيه الذين شالوه على أكتفاهم،
ولولاهم بعد ربنا كان اختفى في التراب مكنتش مصدق أن يسيبهم وينضم لشخص كان
واضحا أنه ساقط ساقط"...

ولم
يكن التوأم المشاكس في مصر حسام حسن وإبراهيم حسن في منأى عن موجة الغضب،
خاصة وأن إبراهيم تمادى في شتمه للشباب الثائر واتهمهم بالعمالة لجهات
أجنبية وتعهد بقتل البرادعي في أول لقاء معه، وتمادى في وقاحته إلى مهاجمة
من وقفوا إلى صف الثورة مثل نادر السيد الذي خرج في أول يوم، وظل مساندا
لثورة التغيير وقال عنه إبراهيم إنه خائن ويملك جوازا بلجيكيا وهو نصف مصري
ونصف بلجيكي ولولا جوازه لما خرج للتظاهر، وسانده توأمه حسام الذي طالب
مبارك بالبقاء لأنه أحسن رئيس عرفته مصر ومعه تبوأت مصر مكانتها الكروية
غير آبها بالدماء التي سالت ولا بالشهداء.. عصام الحضري

ظل
الحضري رمزا في مصر رغم قصة هروبه إلى سيون السويسري وفقدانه لبعض من
شعبيته، لكن مساهمته في فوز الفراعنة بكؤوس إفريقية وتلقيبه بالسد المنيع
تركت شعبيته لا تتأثر كثيرا، إلا أن مغادرته للسودان، حيث ناديه الجديد
المريخ والتحاقه بالمظاهرات المؤيدة لمبارك ومطالبته ببقاء النظام جعلته
يدخل قائمة العار بشرف في انتظار لفظه تماما من الساحة الكروية المصرية.

وعلى
خطى رفاقه لم يتأخر ميدو في إعلان تأييده بشكل واضح وعلني لمبارك وانتقد
المعتصمين بميدان التحرير ونادى بحياة مبارك وشلّته وشارك في مسيرات مؤيدة
له، شأنه شأن نجم الزمالك شيكابالا الذي خرج في مسيرات مؤيدة لمبارك، وطلب
من شباب ميدان التحرير المغادرة والعودة لبيوتهم.

الغندور وعبده ومصطفى يونس وشلبي

الرباعي
المعروف بركوبه كل الأمواج المساندة للنظام لم يتخلف كعادته عن دعم النظام
البائد، وفتحوا نيرانهم على كل ما يدعو للتغيير وسخروا برامجهم إلى مهاجمة
شباب ثورة الـ25 يناير، إلى درجة تقزّز المساندين أنفسهم من طريقة تقديمهم
للبرامج، وحالو مع بداية العد التنازلي لسقوط النظام إلى مسك العصا من
الوسط، لكن بعد فوات الآوان ووضع أسماءهم في قوائم العار التي أساءت كثيرا
للشهداء وللشباب.

وحاولا
قائد الفراعنة أحمد حسن الملقب بالصقر وزميله شادي محمد الانقلاب عن
مواقفهما، لكن شباب التغيير رصد لهما كل تصريحاتهما الموالية للنظام عند
اندلاع أولى شرارات الثورة وانتقادهما للاعتصام ومطالبتهما بعودة الجميع
إلى بيوتهم، وراح الصقر يدعو لتلبية مطالب الشباب، لكن الكثير من ناشطي
الفايس بوك فضحوه وطلبوا منه الابتعاد عن الثورة بعدما أن صدرت منه مواقف
مخزّية والتاريخ لا ينسى.

معروف
بعدائه للكل وتوظيفه كلاما لا يليق بمستشار، وفي إحدى الحصص التي استضافته
وجّه التهم لكل من طالب بالتغيير وتعدى ذلك إلى غاية اتهام دول أخرى
بتمويل هذه التظاهرة التي أسقطت مبارك، ولوحظ منصور وهو يوجه الشباب
البلطجي لكيل الاتهامات بالعمالة والخيانة للدكتور محمد البرادعي، وأنه
سهّل الغزو الأمريكي للعراق، وأيضا أيمن نور زعيم حزب الغد الذي قال إنه
مزور "ولابد أن يحكم بيته قبل أن يحكم مصر"، وحاليا اختفى تماما حضرة
المستشار عن الأنظار بعدما كان يصنع الحدث في كل مناسبة رياضية بتهديداته
بتوقيف فلان وإدخال علان السجن، لكن حساباته القانونية أخطأت هذه المرة في
انتظار محاكمته لأول مرة بدل محاكمة ضحاياه..

الكثير
من المصريين يؤكدون على أن أيام زاهر معدودة على رأس الجبلاية، خاصة بعد
ضبطه رافعا لافتات مساندة لمبارك، فضلا عن هتافه طوال مسيرة ميدان مصطفى
محمود ببقاء النظام، وتم مؤخرا الكشف عن عمولات أخذها مقابل تسهيلات قدمها
للكثيرين من الداخل والخارج، وتشير مصادر إلى بلوغ هذه الرشاوى ما قيمته 20
مليون جنيه مصري..