إقالة المدرّب الوطني تكلّف الكثير

من طرف **MaHFouD** الأحد سبتمبر 05, 2010 11:04 am

إذا كان
رئيس الفاف محمد روراوة قد رفض التطرق، ليلة أول أمس، لمصير المدرب الوطني
رابح سعدان، مكتفيا بالقول ''لا تعليق حول هذا الموضوع''، فإن مصادر عليمة
أكدت أن روراوة هو الذي دفع سعدان لرمي منشفة الاستسلام، بعد أن التقى به
لمدة فاقت الساعتين صباح أمس بالفندق العسكري لبني مسوس.
كان رئيس الفاف محمد روراوة قد بدا في حالة يرثى لها، بعد إعلان الحكم
الطوغولي كوكو نهاية المقابلة التي تعثر فيها الخضر أمام تانزانيا؛ حيث قال
بصريح العبارة ''التعادل أمام تانزانيا بمثابة تعثر كبير جدا للتشكيلة
الوطنية''. قبل أن يضيف ''وفرنا كل شيء للمنتخب الوطني قصد تحقيق الفوز،
لكن ماذا عساني أن أفعل''.
وأوضح روراوة في حديث مقتضب للصحفيين، قبل صعوده في حافلة الخضر التي كانت
متوجهة إلى فندق بني مسوس العسكري مباشرة بعد نهاية المقابلة، أن المنتخب
الوطني تنتظره خمس مقابلات، لا يسمح بالتعثر إذا ما أردنا التأهل إلى
نهائيات كأس أمم إفريقيا .2012 مشيرا في نفس الوقت إلى أن مهمة الخضر تعقدت
نوعا ما بعد التعادل المسجل أمام تانزانيا.
ومباشرة بعد وصوله إلى الفندق، التقى روراوة لمدة فاقت الساعتين بسعدان؛
حيث أكد له استحالة مواصلة العمل في هذه الظروف، لاسيما وأن مستوى المنتخب
الوطني بقي يراوح مكانه منذ مباراة الكوت ديفوار برسم الدور ربع النهائي
لكأس أمم إفريقيا بأنغولا .2010
وكان رئيس الفاف يفكر في الطريقة المثلى التي تمكنه من التخلص من سعدان دون
أن يكبّد الفاف خسائر مادية، حيث ستكون الفاف مجبرة لو سلمت قرار الإقالة،
على تسديد ما قيمته ثلاثة ملايير ونصف مليار سنتيم لسعدان، وفقا لما ينص
عليه العقد المبرم مع الفاف. علما أن راتب سعدان حاليا يفوق الـ 230 مليون
سنتيم شهريا.
ولتفادي هذا السيناريو، انتهز روراوة فرصة التعثر أمام تانزانيا بعد هزيمة
الغابون طبعا التي مهدت الطريق، لمطالبة سعدان برمي المنشفة، وهو ما استجاب
له المعني بالأمر، خاصة وأنه كان يعاني من ضغوطات كبيرة من عائلته التي
طلبت منه في العديد من المرات الانسحاب من العارضة الفنية للمنتخب الوطني.
وكان المدرب الوطني سعدان، بعد نهاية المقابلة أمام تانزانيا، قد لمّح أنه
مستعد للرحيل من العارضة الفنية، قائلا ''إذا كنت أنا المشكل فسأنسحب دون
أي إشكال''. مضيفا ''كان بإمكاني الخروج مرفوع الرأس بعد نهاية المونديال،
غير أنني بقيت لمصلحة المنتخب الوطني والآن أتعرض للإهانة والشتم.. فهذا
نكران الجميل بعينه''.